|
||||||||||||||||||||||||||||
آرشيف - الوسط الاقتصادي والتكنولوجي | ||||||||||||||||||||||||||||
ماذا بعد اتفاق «أوبك» بتخفيض إنتاج النفط؟
الوسط اللبنانية | 03-12-2016 |
07:28 ![]() ماذا بعد اتفاق أوبك، هل كان الاتفاق فقط هو لحفظ ماء الوجه وإثبات أن منظمة أوبك قادرة على إحداث تغيير واستقرار في سوق النفط والعودة لتصحيح الأسعار التي تهاوت وأدت إلى خسائر فادحة في موازنات الدول المنتجة والمصدرة للنفط. وتسعى الدول المنتجة للنفط الخام منذ أكثر من شهرين إلى التوصل إلى اتفاق لخفض الإنتاج لدعم أسعار النفط الخام التي تراجعت بنسبة 60% منذ يونيو 2014. فيما يلي عرض للاتفاق وما توصل له الأعضاء من داخل أوبك وأيضا اتفاقات كانت من خارج أوبك. اتفاق تاريخي للمرة الأولى منذ عام 2008 تتمكن منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» خلال اجتماعها الوزاري في فيينا، أمس الأربعاء، من التوصل لاتفاق تاريخي يتفق فيه الفرقاء على تخفيض مستويات الإنتاج إلى حدود 32.5 مليون برميل يوميًا. حيث تم الاتفاق على تقليص حجم الإنتاج النفطي بمعدل 4.5% بما يقرب من 1.2 مليون برميل يوميًا. ويمثل الاتفاق محاولة من «أوبك» التي تضم 13 عضوًا بعد تعليق عضوية إندويسيا، ويشكل إنتاجهم نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط، لكبح هبوط أسعار الذهب الأسود المستمر منذ منتصف 2014. وأعفت «أوبك» ليبيا ونيجيريا من التخفيضات، في حين طلبت إندونيسيا تعليق عضويتها في المنظمة حتى تتجنب التخفيض. بنود الاتفاق – الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في يناير 2017 ولمدة 6 شهور. – الاتفاق يتعلق بـ600 ألف برميل يوميًا من التخفيض بالنسبة للدول غير الأعضاء في أوبك. – تعيين لجنة وزارية برئاسة الكويت وأطرافها الجزائر وفنزويلا وعضوين من خارج أوبك لمراقبة الاتفاق. – عقد اجتماع مع الدول المنتجة غير الأعضاء في الدوحة في 9 ديسمبر الجاري. – عقد اجتماع بنهاية مايو القادم لمراجعة الاتفاق مع إمكانية تمديده لـ 6 أشهر أخرى. حصة التخفيضات داخل أوبك بموجب الاتفاق ستتكفل السعودية بـ 42% من مجمل حصة التخفيض، حيث ستخفض 486 ألف برميل يوميًا ليصل إلى 10.06 ملايين برميل يوميًا. سمحت المنظمة لإيران بالإنتاج عند سقف 3.8 ملايين برميل يوميًا تقريبًا، وهو ما يعني أن بإمكان طهران زيادة إنتاجها نحو مئة ألف برميل يوميًا فوق معدل أكتوبر البالغ نحو 3.7 ملايين برميل يوميًا، فهي ترغب في العودة إلى مستويات ما قبل عزلتها عن الأسواق الخارجية. فيما سيقلص العراق الإنتاج بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا، ودولة الإمارات 139 ألف برميل يوميًا، والكويت 131 ألف برميل يوميًا، إلى جانب تخفيضات محدودة تقدر بـ 288 ألف برميل يوميًا من أعضاء آخرين. ومن جانبها، أستثنت «أوبك» ليبيا ونيجيريا من الاتفاق، والسماح لهم بالعودة إلى مستويات إنتاجهما والتي تأخرت بسبب الحرب الأهلية التي تشهدها ليبيا، أو التعطيل في بعض عمليات الإنتاج لدى نيجيريا. التخفيضات خارج أوبك من المنتظر أن تقلص الدول المنتجة خارج أوبك 50% من حصص إنتاجها والبالغة 600 ألف برميل يوميًا. هناك اتفاق بين الدول من خارج أوبك وعلى رأسها روسيا التي تتكفل بتخفيض قرابة 300 ألف برميل يوميًا. إعادة التوازن سيساهم الاتفاق، الذي يعد أول خفض للإنتاج تتخذه “أوبك” منذ 8 سنوات، في إعادة التوازن إلى سوق النفط العالمي، التي تعاني من تخمة معروض مفرطة منذ صيف 2014. الخفض في الإنتاج النفطي، الذي يمثل حوالي 1٪ من الإنتاج العالمي، يساعد على تقليل وفرة المعروض الذي أدى إلى تهاوي أسعار النفط لأكثر من عامين. الاتفاق ينطوي على تخفيضات كبيرة من دول ذات ثقل من بينها السعودية، العضو الأقوى في المجموعة والقائد الفعلي لأوبك. فيما قالت وكالة “فيتش” للتصنيف الائتماني إن الاتفاق النفطي سيساعد على سرعة إعادة التوازن للسوق ويزيد من فرص انتعاش أسعار النفط أكثر مما كان متوقعا. وأضافت أنه رغم هذه الاتفاقات إلى أن مخاطر التنفيذ تظل قائمة، بما في ذلك التزام “أوبك” بالاتفاق ورغبة المشاركين الآخرين ولا سيما روسيا إلى التعاون بشكل كامل. ولمحت أنه ليس هناك ما يضمن استمرار أعضاء “أوبك” على تمديد تلك الصفقة بعد 6 أشهر. تأييد خليجي قال خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي، إن اتفاق منظمة “أوبك” سيكون له أثر إيجابي على السوق. فيما أكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، إن الإمارات تدعم إيجابية أي اتفاق أو مقترح يحقق التوازن ما بين الطلب والعرض في الأسواق العالمية، بما يخدم مصلحة المنتجين والمستهلكين، متوفعا نمو الطلب على النفط عام 2017 بواقع 1.15 مليون برميل يوميا. وأشار المزروعي إلى مبادرة دولة الإمارات خلال اجتماع سابق لأوبك بإعداد وإطلاق تطبيق ذكي تعرض فيه بيانات النفط والغاز في الأسواق العالمية ويعد الأول من نوعه على مستوى العالم. كما أكد وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة أن الاتفاق سيعيد التوازن إلى سوق النفط العالمي. ترحيب روسي رحبت روسيا -أكبر منتج للنفط خارج أوبك- باتفاق خفض الإنتاج، وقال وزير النفط الروسي، ألكسندر نوفاك، “إنها خطوة هامة للغاية لقطاع إنتاج النفط العالمي، وتهدف في المقام الأول لاستعادة الاستقرار الطبيعي بين العرض والطلب، وكذلك دعم الجاذبية الاقتصادية لهذا القطاع على المدى البعيد”. وأكد أن روسيا مستعدة للانضمام إلى اتفاقية “استقرار الأسواق النفطية”، مشيرا إلى أنها ستخفض إنتاجها النفطي تدريجيا بمقدار 300 ألف برميل يوميا، بشرط التزام “أوبك” باتفاقها. وأضاف الوزير الروسي أن الدول المنتجة من داخل “أوبك” وخارجها ستوقع مذكرة تفاهم بشأن خفض الإنتاج. أسعار النفط تقفز أسعار النفط أسعار النفط قفزت أسعار النفط العالمية 13%، حيث ارتفع سعر العقود الآجلة لمزيج برنت من نحو 46.5 دولارا للبرميل، أمس الأربعاء، إلى 52.5 دولارًا للبرميل، صباح اليوم الخميس، غير أنه تراجع قليلا في وقت لاحق، وهو ما قد يرجع إلى عمليات بيع للعقود لجني الأرباح من هذا الارتفاع الكبير. وارتفعت أيضا العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (الخام الأميركي) لتصل إلى 50.1 دولارا للبرميل صباح اليوم الخميس. تحديات – هناك تخوفات من عدم التزام الأعضاء بالاتفاق كما كان في السابق، فليس بمقدرة الجميع الالتزام بتقليص حصص الإنتاج خلال فترة 6 شهور. – تعهد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب برفع مستويات إنتاج النفط الصخري، فمنصات الحفر عادت للارتفاع في السوق الأمريكي. – الإنتاج من خارج أوبك تراجع في 2016 بمعدل 900 ألف برميل يوميًا، لكن في 2017 فمن المتوقع ارتفاع حصة الإنتاج بمعدل 500 ألف برميل يوميًا. – إيران لن تساعد في عملية خفض الإنتاج، بل أقرت أنها ستجمد إنتاجها عند 3.797 مليون برميل يوميا. – روسيا تعهدت بتخفيض إنتاجها 300 ألف برميل يوميا، ولكنها لم تحدد جدولا زمنيا لبدء التطبيق فعلياً. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات
|