| ||||||||||||||||||||||||||
| ||||||||||||||||||||||||||
مقابلات | ||||||||||||||||||||||||||
|
السنيورة: لئلا تكون الانتخابات تأكيداً على الدور “الحزب” في لبنان
![]() الوسط اللبنانية | العدد التجريبي: 3485 | 08-04-2022 |
17:54
![]() اجرت قناة الحدث من محطة العربية حواراً مع رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة تناول اخر التطورات في لبنان: لماذا برأيكم قررت السعودية بهذا التوقيت تحديداً إعادة سفيرها إلى لبنان؟ أودّ أن أنتهز هذه المناسبة لكي أؤكد على أهمية هذا القرار العربي الكبير الذي اتخذته الدول الخليجية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بإعادة العلاقات وبإعادة السفراء إلى لبنان، وهي العودة التي اعتبرها الآن من بدايات خيرات شهر رمضان المبارك والتي تعيد إلى لبنان الهواء العربي بعد أن كاد أن ينقطع النفس في لبنان. وهذه المناسبة هي للتأكيد على أهمية الدور الوطني والعربي الذي ينبغي أن يلعبه لبنان في محيطه العربي، وهو الدور الذي يؤمن له الحيوية والانطلاقة الصحيحة، وهو ما افتقده لبنان لفترات طويلة. عودة المملكة العربية السعودية والكويت ودول الخليج إلى لبنان هو مؤشر كبير ويؤكد على أهمية استعادة الثقة العربية بلبنان وفي اقتصاده ومستقبله. وهذا الأمر لديه تداعيات إيجابية كبرى على لبنان اقتصادياً وسياسياً ووطنياً. وأعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة مهمة للعودة بعد أن كادت الدويلة التي تحكم لبنان الآن، وهي دويلة حزب الله ومن ورائه إيران، أن تنجح في أن تغير طبيعة لبنان، وتغير طبيعة الاقتصاد اللبناني القائم على الاقتصاد الحرّ والمبادرة الفردية، وأيضاً أن تغير طبيعة النظام اللبناني الديمقراطي الذي يمتاز به لبنان. هذه الامور شهدناها كيف تفاعلت مع بعضها بعضاً، وأثرت سلباً ليحصل هذا التردي الكبير الذي أحاط بلبنان خلال هذه الأشهر الماضية. ولا بد لي أن أقول هنا، أنّه وفي الواقع، فإنّ هذا الدور السلبي الذي يلعبه حزب الله لم يبدأ منذ أشهر قليلة، بل أنه كان يزداد ويتعمّق منذ العام 2011، وهو ما ترافق معه من انهيارات كبرى تبينها جميع المؤشرات الاقتصادية والمالية والنقدية في لبنان منذ العام 2011 وحتى الآن. كيف تعتقد بأن حزب الله وحلفائه سيقاربون او يتعاطون مع هذه العودة لسفراء الدول الخليجية الذين كانوا انسحبوا بسبب ممارستهم؟ أنا أعتقد أنهم لن يكونوا مسرورين وسوف يعبّروا عن ذلك بطرق مختلفة. ولكن هذا بحد ذاته يؤكد على أهمية هذه العودة إلى لبنان بكونها تبعث على الحياة وتبعث على الأمل لدى اللبنانيين، وتعيد أيضاً الأمل بالدور الذي يمكن أن يلعبه الإخوة العرب، وأيضاً الأصدقاء في العالم في إنقاذ لبنان من محنته العميقة، والذي تردّت فيها الأوضاع السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية بسبب هذا الاطباق الذي يمارسه حزب الله ومن ورائه إيران على الدولة اللبنانية. وهذا ما أدى الى اختطافها ومنعها من ممارسة قرارها الحر في كل الأمور. في هذه المرحلة التي نحن فيها الآن نحن على أعتاب الانتخابات النيابية والانتخابات الرئاسية، والتي نأمل أن يمارس اللبنانيون جميعاً حقهم وواجبهم الانتخابي من أجل أن لا يكون هذا الانتخاب بمثابة تأكيد على الدور الإيراني ودور حزب الله في لبنان بل على العكس يجب أن يكون تأكيداَ على عودة وأهمية الدور العربيّ في لبنان، وعلى أهمية استعادة لبنان لحضوره في العالم العربي، وفي استعادة الاحتضان العربي للبنان وللبنانيين. هذه هي الصورة التي نحن في صددها، ونرى في عودة السفراء تأكيداً جديداً على هذه التوجهات الصحيحة. بما يتعلق في دلالات التوقيت البعض ربط توقيت هذه العودة بقرب الانتخابات النيابية في لبنان هل تعتقد أن هذه المقاربة دقيقة؟ الآن نحن لدينا من جهة أولى الانتخابات النيابية، ولكن أيضاً هناك هذا التطور الإيجابي لهذه العودة للسفراء الخليجيين، وهو أمر له دلالاته الكبيرة، ولاسيما في أن الإخوة العرب أدركوا أهمية عودة لبنان إلى الحضن العربي، وأنّ هذا العمل الذي يقومون به اليوم هو تأكيد على عودة لبنان إلى محيطه الطبيعي في ان يكون إلى جانب أشقائه العرب، ويكونوا هم أيضاً إلى جانبه. الآن، وفي القول أنّ هذه العودة تصادف انها تحدث قبل شهر ونصف من الانتخابات النيابية وقبل عدة أشهر من الانتخابات الرئاسية، فهذا برأيي أمر طبيعي. كما أنه ضروري بالنسبة للبنان. إذ أنّه هو المفتاح الذي ينبغي أن نستعمله لكي نلج الباب الذي يوصلنا إلى المزيد من تعزيز هذه العلاقات الوثيقة ما بين لبنان والأشقاء العرب. بهذه المناسبة الهامة بالنسبة للبنان واللبنانيين، فإنّي أعتقد أنّه ينبغي على الحكومة اللبنانية أن تدرك أهمية هذه العودة وتأثيراتها الإيجابية على لبنان واللبنانيين، وكذلك على الاقتصاد اللبناني، وعلى الأوضاع المعيشية، وعلى مجمل الأمور المستقبلية في لبنان. الحكومة اللبنانية تعهدت بوقف الأنشطة العسكرية والإعلامية والأمنية التي تمس السعودية ودول الخليج هل باعتقادكم انه ممكن لهذه الحكومة أن تفي بهذه التعهدات؟ الآن ينبغي أن تدرك الحكومة اللبنانية، وأن يدرك أيضاً جميع اللبنانيين، أهمية أن يعود لبنان لكي يكون عنصراً فاعلاً ومتوافقاً مع اشقائه العرب، وليس في أن يظل في موقع مخالف لحقيقة مصالح أبنائه بكون لبنان قد أصبح يميل إلى أن يصار إلى استعماله كمنصة للتهجم على الدول العربية، ومنصة لتصدير المقاتلين الى الدول العربية للتلاعب باستقرارها وشؤونها الداخلية، وكذلك أيضاً لتصدير المخدرات إلى الدول العربية من أجل إفساد الأجيال الناشئة في العالم العربي، وليس هذا حقيقة دور لبنان على مدى العقود الماضية منذ استقلاله، وليس من صالحه ولا من صالح أبنائه. يجب علينا أن ندرك أن هناك مسؤولية على لبنان بأن يكون شقيقاً معاوناً لأشقائه العرب، ومتضامناً معها وليس مكاناً لحياكة المؤامرات عليها، ولا للتعدي على الدول العربية. وبالتالي، فإنّ هذه العلاقة التي يجب علينا أن نحرص عليها، يجب أن يقابلها موقفاً سياسياً حكومياً في لبنان وموقفاً لبنانياً عاماً للحرص على هذه العلاقة العربية الأخوية الصحيحة التي يجب أن تكون على ذات الأسس التي انتهجها لبنان طوال العقود الماضية منذ نيله استقلاله بأن يحيّد نفسه عن الصراعات العربية وأن لا يكون باي شكل من الاشكال مكاناً أو ممراً للتعدي على الدول العربية. هذه القواعد الوطنية والعربية والسياسية الصحيحة هي التي قام لبنان على أساسها، وما تعرض له لبنان بعد ذلك كان بسبب هذه التجاوزات التي حصلت في لبنان على الأشقاء العرب. لذلك، فإنّ علينا، واستناداً إلى هذه التجربة أن نستخلص منها العبر والدروس حتى لا نقع مرة ثانية في شر أعمالنا. هذا الأمر يوجب علينا أن نحرص على مصالحنا كلبنانيين وكلبنان بأن تكون علاقتنا جيدة مع الأشقاء العرب وأن لا نكون بأي حال من الأحوال مصدراً للتعدي عليها. الرد على المبادرة الكويتية في السابق وطبعاً ورد من قبل الحكومة اللبنانية لم يرقَ آنذاك إلى المستوى المطلوب من قبل دول الخليج، وبالتالي عندما يعودون بالرغم من تحفظاتهم على طريقة الرد وعدم الغوص في التفاصيل والاكتفاء بالإشارة إلى الالتزام بالقرارات الدولية برأيكم هل هذه الدول أخذت هذه الضمانات من دولة أخرى مثلاً كيف رتبت العودة فيما لو اردنا معرفة كواليسها؟ بدون شك أن عودة الأشقاء العرب إلى لبنان تصب في مصلحة الغالبية العظمى من اللبنانيين، وهناك ربما من لا يحب ذلك. ولكن في محصلة هذه الأمور على الجميع في النهاية أن يدرك ما هي بالفعل المصالح الحقيقية للبنان وللبنانيين. وكيف يمكن للبنانيين جميعاً أن يسهموا في عملية إنقاذ لبنان. نحن نجد في هذه المبادرة العربية الكبيرة التي اتخذها الأشقاء العرب وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية خطوة هائلة وجيدة علينا أن ننتهزها من أجل تصويب المسارات التي نحن عليها، واستعادة التوازنات في سياسة لبنان الخارجية مع أشقائه وأصدقائه، وكذلك أيضاً في التوازنات التي اختلت في الداخل اللبناني من أجل إنقاذ لبنان ومن أجل أن يعود لبنان قابلاً للحياة. لأنّ استمراره على هذا النحو من الانهيار والتردي الذي حصل في السنوات القليلة الماضية، فإنه يؤدي به إلى المزيد من الانهيارات، وهذا الامر لا يطيقه اللبنانيين ولا يستطيعون الاستمرار به. المصدر: الوسط اللبنانية ووكالات ![]()
|